سورة هود - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (هود)


        


قوله تعالى: {ولئن أذقناه نَعماء} قال ابن عباس: صحة وسَعة في الرزق. {بعد ضراء مَسَّتْهُ} بعد مرض وفقر. {ليقولَنَّ ذهب السيئات عني} يريد الضر والفقر. {إِنه لَفَرِحٌ} أي: بَطِرٌ. {فخور} قال ابن عباس: يفاخر أوليائي بما أوسعت عليه.
فان قيل: ماوجه عيب الإِنسان في قوله: {ذهب السيئات عني}، وما وجه ذمه على الفرح، وقد وصف الله الشهداء فقال: {فرحين}؟
فقد أجاب عنه ابن الأنباري، فقال: إِنما عابه بقوله: {ذهب السيئات عني} لأنه لم يعترف بنعمة الله، ولم يحمَده على ما صُرف عنه. وإِنما ذمه بهذا الفرح، لأنه يرجع إِلى معنى المرح والتكبُّر عن طاعة الله، قال الشاعر:
ولا يُنْسينيَ الحَدَثَانُ عِرْضِي *** ولا أُلقِي من الفَرَحِ الإِزارا
يعني من المرح. وفرح الشهداءِ فرحٌ لا كِبْر فيه ولا خُيلاء، بل هو مقرون بالشكر فهو مستحسن.


قوله تعالى: {إلا الذين صبروا} قال الفراء: هذا الاستثناء من الانسان، لأنه في معنى الناس، كقوله: {إِن الإِنسان لفي خسر إِلا الذين آمنوا} [العصر: 2، 3]. وقال الزجاج: هذا استثناء ليس من الأول، والمعنى: لكنِ الذين صبروا. قال ابن عباس: الوصف الأول للكافر، والذين صبروا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.


قوله تعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إِليك} سبب نزولها أن كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: {أئت بقرآنٍ غيرِ هذا أو بدِّله} [يونس: 15]، فهمَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يُسمعهم عيب آلهتهم رجاء أن يتَّبعوه، فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل. وفي معنى الآية قولان:
أحدهما: فلعلك تارك تبليغ بعض ما يوحى إِليك من أمر الآلهة، وضائق بما كُلّفتَه من ذلك صدرُك، خشية أن يقولوا. لولا أُنزل عليه كنز.
والثاني: فلعلك لِعظيم ما يرد على قلبك من تخليطهم تتوهَّمُ أنهم يُزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربك. فأما الضائق، فهو بمعنى الضيِّق. قال الزجاج: ومعنى {أن يقولوا}: كراهية أن يقولوا. وإِنما عليك أن تنذرهم بما يُوحى إِليك، وليس عليك أن تأتيهم باقتراحهم من الآيات.
قوله تعالى: {والله على كل شيء وكيل} فيه قولان:
أحدهما: أنه الحافظ.
والثاني: الشهيد، وقد ذكرناه في [آل عمران: 173].

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8